سعد بن معاذ
والصدق يشهد أنها كلمات قلب لا كلمات لسان
"يا رسول الله: صِلْ حبلَ مَن شِئت واقطع حَبلَ مَن شِئت
وسَالِم مَن شِئت وحَارِب مَن شِئت وأعْطِنا ما شِئت وما
أخَذْتَ مِنَّا كانَ أحَبَّ إلينا مما تَركت فوالله لو اسْتَعرَضْت
بِنا البَحْر فخـُضْتهُ لَخـُضناهُ معك ما تَخـَلـَّفَ مِنَّا رَجُلٌ واحِد"
فهل نويت يوما أن تسالم من يحبه...وأن تقاطع من يسبه؟
ضربَ المشركون يوماً أبا بكر رضي الله عنه ضرباً شديداً
حتى أغمِيَ عليه وحُمِلَ إلى بيته وقد تورَّم وجهه من شدة الضرب
فلما أفاق آخر النهار كان أول ما تكلـّم أنْ سأل:
ماذا فعل رسول الله؟
فقالوا له: إنه بخير، فقال: أين هو؟
قالوا: في دار الأرقم بن أبي الأرقم
فحلف ألا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى يأتي رسول الله فلما
سكن الناس وهدأ القوم خرجوا بأبي بكر يحملونه حتى
أدخلوه على رسول الله
أبو بكر
يحرس
رسول الله فيمشي أمامه تارةً خشيةً أن يفاجئه أحد
ثم يُخيّل إليه أنّ أحداً ربما هاجمه من خلفه فيسير خلفه ..وهكذا..
وعندما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله
حتى أستبريء لك الغار فدخل هو أولاً ليستطلع الغار
خشية أن يكون فيه شيء يؤذي رسول الله
لما خلـَصَ المشركون إلى رسول الله
في غزوة أحُدٍ فجرحوا وجهه وكسروا رباعيتهُ
أحاطـَ بهِ نفرٌ من المسلمين يفدونه بأنفسهم وقـُتلوا بين يديه.
ودخلت حلقتان من حِلـَقِ المعفر في وجهه فانتزعهما
أبو عبيدة بن الجراح
بأسنانه حتى سقطت ثنِيَّتاه مِن شِدة
غوصهما في وجهه.
ومَصَّ مالك بن سنان
(والد أبي سعيد الخدري)
جَرْحَ رسول الله حتى أنـْقاه
فقال له: مُجَّه، فقال: والله ما أمَّجُّه أبداً.
عندما أسرت قريش خـُبيب بن عدي ورفعوه على الخشبة
ليقتلوه فقال له أحدهم: أتُحِبُّ محمداً مكانك وأنت في أهلِكَ
سالِمٌ مُعافى؟ فقال لهم:
لا والله ما أحِبُّ أنْ يُشاكَ مُحمدٌ شوكةً في قدمِهِ ولا أفديهِ بنفسي