ان الله يحب التوابين
ويبغض المعتدين الظالمين
كم من عاصٍ يمسي ويصبح ضاحكاً
وربه من فوقه يلعنه
والملائكة تبغضه
والصالحون يدعون عليه
والنار تشتاق إليه
والله سبحانه وتعالى
سلم له عقله وفكره
ولكنه والعياذ بالله
بارز ربه بالعصيان
وصار من أنصار الشيطان
يعصي ولا يتوب
ويتتبع الشهوات والذنوب
عجبا لك ايها العاصي
ينعم الله عليك وتعصيه بنعمه
بدلا من حمده وشكره سبحانه وتعالى
هب أنك كنت مشلولاً مقعداً
أو مريضاً مجهداً
أو مسلوب السمع والبصر
فكيف يكون حالك ؟
ماذا فعل الله بك حتى قابلته بالعصيان ؟
أليست نعمه عليك تترى ؟
وأفضاله عليك لا تحصى ؟
أما تخاف .. أن توقف بين يدي الله غداً
فيقول لك
يا عبدي ألم أصح لك في بدنك ؟
وأوسع عليك في رزقك ؟
وأسلم لك سمعك وبصرك ؟
فتقول بلى
فيسألك الجبار
فلم عصيتني بنعمي ؟
وتعرضت لغضبي ونقمي ؟
فعندها تنشر في الملأ عيوبك
وتعرض عليك ذنوبك
فتباً للذنوب ما أشد شؤمها
أولها عناء وأوسطها بلاء وآخرها فناء
وهل أخرج أبانا من الجنة إلا ذنب من الذنوب
وهل أغرق قوم نوح إلا الذنوب
وهل أهلك عاداً وثمود إلا الذنوب
وهل قلب على قوم لوط ديارهم وعجل لقوم شعيب عذابهم
الا الذنوب ؟
قال تعالى
فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
وقال تعالى
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ
فلنبادر الى التوبة من ذنوبنا
اللهم اجعلنا من التائبين
واجعلنا من المتطهرين