الألم والحزن قدر من الله
سبحانه وتعالى
انّ كلّ ألم
يصيب الانسان
بقضاء وقدر من اللّه سبحانه وتعالى
انّما هو لحكمة ومصلحة
تعود على الانسان نفسه
ولكن الانسان لا يدرك حقيقة تلك المنفعة والمصلحة
أنّ اللّه سبحانه خلق الألم، مقابل اللذة
وأنّه اذا ما ابتلى عبداً بألم
وبأي نوع من أنواع الألم
النفسي أو الحسّي
فانّه يعوّضه في الدنيا، أو في الآخرة
تفضّلاً منه ورحمة
قال اللّه تعالى
وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَتَعْلَمُونَ
البقرة/216
فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً
النساء
ومن هذا الخير الكثير
الايمان
بأنّ اللّه عادل حكيم
وهذا الايمان يوضّح لنا عدم امكانية صدور شيء عن اللّه
خلافاً للعدل
أثبتت التجارب الاجتماعية والابحاث النفسية
أن الالم يكافح نزعة الغرور والطغيان ويهذب الشخصية
ويصلح الاحساس العاطفي والوجداني عند الانسان
ويفهمه بالوجه الآخر للحياة
فللحياة وجهان
وجه اللّذة والمسرّة، ووجه الألم والحزن
قال تعالى
موضّحا بعض مصاديق هذا الاختلال بقوله
فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَآءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
(التوبة/82)
ومتى غاب أحد الوجهين عن الانسان
اختل توازنه السلوكي والعاطفي
وقد صّور القرآن تلك الحقيقة بقوله
((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا))
(النجم/43-44)
انّ اللّه سبحانه، يعوّض الانسان في الدنيا، أو في الآخرة
عن كلّ بلاء أو ألم وقع عليه، بتقدير من اللّه سبحانه
حسّيّاً كان أو نفسيا
انّ فائدة العوض العائدة على الانسان النفسية والتربوية والاجتماعية أو الاخروية
هي أعظم من الألم الواقع عليه
كلّ ألم يقع على الانسان من اللّه سبحانه
فانّه لطف بالانسان
لأنه يستهدف اصلاحه
وتقريبه من الطاعة وابعاده عن المعصية
أنّ عدل اللّه، وسع كلّ شيء
وما من شيء يقع من اللّه
الاّ وهو في ميزان العدل
يقابله العوض والجزاء